Friday, June 24, 2016

اقتفاء أثر المكان

منصورة عز الدين

"الأمر الوحيد الذي قيل عن ملابسات العثور على جثته مشوهة هكذا في جزئها العلوي، هو أن الرجل كان قد تعرض لمواد مفجرة هشمت أعلى جسده على نحو كامل، وجعلته أشبه بكومة لحم رخوة ومبعثرة". على هذا النحو الخاطف يبدأ الشاعر اللبناني فادي طفيلي كتابه "اقتفاء أثر.. مرويات في المدينة والأمكنة والأحياء"، الصادر عن جمعية "أشكال ألوان".

ينطلق المؤلف من حادثة اغتيال جميل الصفوري، معلم اللغة الإنجليزية والمبشر في المدرسة الإنجيلية، في وقت كان التبشير المسيحي البروتستانتي فيه دعوة جنونية ومخاطرة في بيروت الغربية أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات.

التحق طفيلي بالمدرسة الإنجيلية عام 79، وتتلمذ على يد الصفوري، وكوّن عنه صورة مغايرة لوضعه النهائي كمختطف مقيد داخل الصندوق الخلفي لسيارة، أو جثة مشوهة مكومة في أحد أركان "زقاق البلاط". صورة يظهر فيها كرجل لا يرضخ أبداً، ولا يكف عن التبشير بلهجته الفلسطينية الواضحة، ويتباهى بأنه لا يخشى شيئاً ويعرف كيف يسلك طريقه في قلب الأخطار.

الكتاب عن المكان؛ عن حي زقاق البلاط وبيروت المقطعة الأوصال بالمقابر والحواجز بين المتقاتلين، لكن جثة جميل الصفوري تطل علينا على امتداد صفحاته باعتبارها المحرض على السرد والدافع الكامن خلفه. هي ليست مجرد عتبة سرعان ما يتجاوزها المؤلف في رحلته لاقتفاء أثر المكان، إنما هي المكان نفسه، وقد تماهى معها، وتبعثر مثلها إلى شظايا وأشلاء، فصار استعارة لها وصارت استعارة له. هذا التماهي يمهد له صاحب "شجرة بيضاء تحاول الطيران" من البداية حين يشير عابراً إلى أن "رائحة الطبشور والجير التي كانت تلازم يديه القويتين، أخذت تقربه في ذهني إلى صورة حجر عنيد أو صخرة صلبة لا تلين".

اللافت أن ذاكرة الكاتب، الذي تهجرت عائلته من شرقي بيروت إلى زقاق البلاط، فارغة ومخدرة بخصوص حياته المبكرة قبل التهجير، كأن الذاكرة تبدأ من زقاق البلاط وفيه، "ذاكرة جديدة كاملة" سرعان ما اختلطت مع أشلاء جميل الصفوري التي غدت موزعة هكذا، هنا وهناك في جميع أنحاء الحي وأركانه وزواياه الخبيئة.  يكتب طفيلي: "كما تماهت الجثة، المكتومة الخبر، بالنسبة لي، مع غياهب الحي وبواطنه، قامت المقابر متربعة بين الأحياء، وانسلت في ما بينها كي تضبط حدود التوترات والعلاقات المحجوبة، وكي تلحم عناصر السكن والموت في جسم واحد يضج بالاثنين معا". إنها الحرب وهي تعيد رسم جغرافيا الأماكن وتتلاعب بها تاركةً بصماتها عليها. المكان هنا تقطع، ولم يعد كصورته القديمة في الذاكرة، والكتابة أشبه بمحاولة إيزيسية لجمع الأشلاء المبعثرة ووصلها معاً.

طبقات متراكمة من ذاكرة المكان ينجح فادي طفيلي في تقديمها بضربات سريعة موجزة: بورة رمل قام عليها يوما قصر الماركيز دو فريج، ثم صارت ملعب كرة للأكراد قبل أن تبنى فيها اليوم مدرسة بمنحة كويتية هي أشبه بسجن!


فادي طفيلي يكتب عن الفقد، واستحالة أن يظل شيء على حاله، حتى بدون حرب لأن التغير مآل حتمي، وحتى في الذاكرة لأنها تتلاعب بالروائح والظلال والتفاصيل. هو هنا يعيد اختراع المكان ويشحنه بالروائح والأصوات والإيقاعات الدفينة. يفعل هذا بلا نوستالجيا أو تورط عاطفي يثقل السرد ويغيِّم الرؤية، بل بعين رائية وحياد فني تام وموازنة ماهرة بين إيقاع لاهث، ونبرة تأملية هادئة تكبح جماح هذا اللهاث وتحوله إلى أفكار وتأملات تشرِّح المكان المتشظى وتفكك الحرب وآثارها على الأماكن والبشر والعمران، دون الانزلاق في فخ التفجع والإدانات الأخلاقية السهلة.

زاوية "كتاب".. نقلاً عن جريدة أخبار الأدب.

Thursday, June 16, 2016

الانتقام بالمخيلة



منصورة عز الدين



في كتاب "السرديات الشعبية.. التمثيلات الثقافية والتأويل"، الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي، يضع مؤلفاه د. ضياء الكعبي ود. معجب العدواني السرديات الشعبية العربية تحت مجهر الدرس والتمحيص، مع التوقف مطولًا أمام جدلية الشعبي والنخبوي التي تركز عليها الكعبي في دراستيها: "جدلية الشعبي والنخبوي: التمثيلات النقدية والثقافية للسرديات الشعبية"، و"الحكاية الشعبية في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي: مقاربة ثقافية تأويلية".
تشير الكعبي إلى تعرض المرويات الأدبية الجاهلية في مرحلة التدوين العبّاسي إلى انتقائية خضعت لمرجعية المدوِّن العقائدية، ولأنساق السلطة العباسية الناشئة، لكن هذه المرويات وجدت طريقها إلى القُصَّاص الذين استثمروها في تشكيل قص عجائبي كان له ظهور في "ألف ليلة وليلة" والسير الشعبية العربية.
تتتبع الكعبي في الفصل الأول من الكتاب المهم أسباب تغييب النقاد العرب القدامى للقص بصورة عامة ومن ضمنه السير الشعبية، مشيرة إلى أن العامل اللغوي وكون السرديات الشعبية مكتوبة "بلغة أدنى" من اللغة العربية الفصحى لا يبرر وحده تهميشها، فقد همش النقاد العرب القدامى القصص العربي المكتوب بلغة عربية فصحى نخبوية أيضًا، فالعامل الديني قد لعب دورًا أكبر في تغييب القص وإقصائه خارج الثقافة الرسمية، فالقصاص استهانوا بالمرجعية الدينية النقلية واستخفوا بها، وتعاظمت سلطتهم وكانوا يعتمدون على المتلقي العام ويحرصون على تلقيه أحاديثهم بعيدًا عن أن أية سلطة معرفية أو دينية. كما أن تعالق ما يروونه مع الإسرائيليات أقلق السلطة الدينية.
اللافت للانتباه أن تشكل السير الشعبية المدونة تم في العصر المملوكي، أي مع تحول العربي من حاكم لنفسه إلى محكوم خاضع للغير، و"نتيجة لذلك أنتجت الجماعة الشعبية سيرها لتجسد من خلالها أحلامها حول البطل المخلِّص".
من جهة أخرى صنعت السير الشعبية العربية، كما تورد الكعبي، متخيلًا سرديًا تاريخيًا يفترق عن منظور كتب التأريخ الرسمية، كأن "الإقصاء والتغييب والتهميش أوجد في المقابل تمثيلات ثقافية احتفت بالمتخيل السردي المفارق للحقيقة التاريخية".
وتمثل السير الشعبية العربية من وجهة نظر الكتاب واحدًا من أهم الأنواع السردية العربية في إنتاج أنساق مضادة للتواريخ الرسمية.
ومن الأمثلة على اختلاق الجماعات السردية لتاريخ خاص بها، أن جماعات الغجر في مصر اخترعت لنفسها تاريخًا ونسبًا أسطوريًا للرد على أنساق تهميشها ونبذها، حيث تدّعي هذه الجماعات تحدرها من نسل جساس بن مرة. كما تشير بريجيت كونللي إلى تماهي الرواة والمتلقين في بعض مناطق السودان وغانا وتشاد مع أبي زيد الهلالي، حيث يطيل الراوي الوقوف عند لون أبي زيد الأسود وما واجهه من إقصاء القبيلة ونبذها.
وفي دراستها "الحكاية الشعبية في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج العربي" (الفصل الثالث للكتاب)، تواصل الكعبي ما بدأته، لكن بالتركيز على الحكاية الشعبية كمدونة نصية لخلق هويات سردية للجماعات المتخيلة، إذ تستعرض عددًا من الحكايات الشعبية، أبطالها شخصيات مرجعية تاريخية، جرى تحوير حوادثها بما يتناسب مع الذاكرة الشعبية وتأويلها الخاص للتاريخ الذي يخالف التواريخ الرسمية.
أما الباحث معجب العدواني فيركز على الحكاية الشعبية عبر فصليّ: "أسئلة الحكاية الشعبية" ويتناول فيه إشكال التأويل المتصل بالموروث الحكائي الشعبي إذ يكتب: "نحاول السعي إلى الإبانة عن التأويلات الممكنة للنص الحكائي الشعبي، وتحقيق شعريته عبر اجتراح مفاهيم نقدية حديثة لها آلياتها المعروفة التي أثبتت فاعليتها في حقل النصوص الأدبية الأخري"، و"الحكاية الشعبية في عُمان: بنيات ودلالات" ويحلل فيه حكايات شعبية عمانية اعتماداً على التناص بأنواعه: الرأسي والأفقي والعكسي.
"السرديات الشعبية العربية" بدراساته الأربع كتاب جدير بالقراءة والنقاش.

 زاوية "كتاب".. نقلاً عن جريدة أخبار الأدب.


Thursday, June 9, 2016

إيماءة تقدير




منصورة عز الدين

لطالما استمتعت بتخيل علاقات بين كتاب متباعدين: ما الذي يمكن أن تكون عليه صداقة بين ميشيما ونوربرت غشتراين؟ أو بين إيتالو كالفينو وإدجار آلان بو؟ ما الحوار المحتمل لو اجتمع وليم فوكنر بجونتر جراس؟ أو خوان رولفو بديفيد فوستر والاس؟
وفي فترة تمنيت وجود مراسلات منشورة بين خوليو كورتاثر وأدولفو بيوي كاساريس! لا أعرف لماذا كاساريس تحديداً، وليس بورخيس مثلاً، فبعض الأمنيات بلا عقل أو منطق، لكنها كانت أمنية معقولة بالنظر لانتماء الكاتبين لعصر واحد وجنسية واحدة.
لكن كورتاثر وأد أمنياتي حين ذكر في "يوميات لكتابة قصة" أنه لم يقابل كاساريس سوى ثلاث مرات، وأن كل ما تبادلاه من حديث في المرة الأولى هو أن أحدهما طلب من الآخر تمرير الملح له خلال حفل عشاء!
وفي المرة الثانية زاره كاساريس في بيته بباريس، والتقط كثيراً من الصور؛ لم يتذكر كورتاثر سبب الزيارة لكنه تذكر أنهما تحدثا عن جوزيف كونراد. أما المرة الثالثة والأخيرة فكانت خلال حفل عشاء آخر ببيت كاساريس في بوينس أيريس، وتحدث الكاتبان وقتها عن مصاصي الدماء!
غير أن ما كتبه كورتاثر عن صاحب "اختراع موريل" في نصه، المشار إليه أعلاه، مثَّل تعويضاً مناسباً لي، حيث تمنى لو كان كاساريس لأن الأخير أقدر منه على كتابة القصة المرغوبة منه والمتمنعة عليه. فالمسافة التي يجيد كاساريس وضعها بين راويه وشخصياته ستنجح في ترويض "أنابيل لي"؛ الشخصية التي تخايل كورتاثر من ماضيه والمستلهمة (اسمها على الأقل) من قصيدة لإدجار آلان بو.
في "يوميات لكتابة قصة" أعلن صاحب "لعبة الحجلة" إعجابه اللا محدود بموهبة مواطنه وسخر من نفسه وكتابته بطريقة لا يجرؤ عليها إلّا الكبار.
السخرية من الذات بل ومن النوع الأدبي المكتوب، ظهرت بشكل مختلف في رواية فريدريش دورنمات البوليسية "الوعد"، ففي فصل محوري ينقل الرواية بكاملها إلى مكانة أعلى، يعلن لواء الشرطة السابق أنه يفضل ماكس فريش على "الكاتب" الذي تشير كل الدلائل إلى أنه قناع سردي لدورنمات نفسه. يوضح الرجل مآخذه على أسلوب "الكاتب" المولع بالعبثية وبأن يكون أكثر بشاعة من الواقع من أجل المتعة الخالصة مع الإشارة لشخصياته الورعة غريبة الأطوار.
والمفارقة أن الحكاية التي يحكيها رجل الشرطة السابق للكاتب تغرق في العبثية بدورها، فعبقرية البطل متّى وخطته وتصرفاته تبدو في النهاية غارقة في العبث بسبب سخرية القدر ومفارقاته، وكما كتب دورنمات: "لا شيء أفظع من عبقري يتعثر في شيء معتوه."، في صدفة خرقاء.
ما يهمني هنا أن تفصيلة تفضيل إحدى شخصيات العمل لماكس فريش على الكاتب/ فريدريش دورنمات كانت قد فتنتني حين قرأت الرواية، التي ترجمها سمير جريس قبل سنوات، أحببت بالأساس الطريقة الساخرة اللعوب في تفكيك الأسلوب والسخرية منه وإرسال إيماءة تقدير – ولو عابرة لكاتب آخر معاصر - كما سبق وفعل كورتاثر مع كاساريس وإن كان انشغال دورنمات بتشريح الذات الكاتبة والسخرية من الرواية البوليسية ورثائها في آن أكثر من انشغاله بإيماء التقدير تلك.

الأمثلة عديدة ومعظمها يتسم بالظرف والذكاء، إلا أن الأمثلة على انتقاص الكتاب من بعضهم بعضاً أكثر، ولا ينبع الأمر دائماً من الغيرة والتنافس بقدر ما ينبع من أن كل كاتب في العادة أسير ذائقته ورؤاه الفنية وتصوراته عن الكتابة الجيدة، وحين يقرأ عملاً لكاتب آخر ففي الغالب سيقرؤه وفي ذهنه تصور بديل للطريقة الأمثل لكتابته.

نقلاً عن جريدة أخبار الأدب.

فن التخلي.. فن الكتابة




منصورة عز الدين

من المفترض بالأدب أن يدفع القارئ للنظر بعين جديدة، أن يزيح ستارة الاعتياد عن عينيه ويدفعه لاكتشاف المدهش والمثير للتأمل حتى في البديهي والمعتاد.
وهذا ما ينجح فيه تماماً الكاتب السعودي عبد الله ناصر في مجموعته القصصية المتميزة "فن التخلي" الصادرة مؤخراً عن دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع.
نصوص المجموعة مغلفة بمسحة شعرية، لدرجة أن بعض النصوص يمكن تصنيفها كقصائد نثر. لا أقصد بشعرية السرد هنا وفرة المجاز والصور، بل شعرية العالم والعلاقة بين مكونات القصص وأيضاً شعرية الرؤية المختلفة.
في "فن التخلي" تتلاشى المسافة بين الفن والواقع، بل أن الواقع كما نعرفه يكاد يختفي لصالح نسخة تخيلية منه، كأن شخصيات الروايات والأفلام الشهيرة أو حتى المشاهد المرسومة في لوحات فنية هي الواقع المُقتَرح علينا من المؤلف. هكذا يمكن لقارئة "موبي ديك" أن تبلل قدميها بماء البحر الذي يبعد عنها مسافة ألف كيلومتر. وأن يستيقظ أحدهم ليجد نفسه في الصفحة العاشرة للرواية التي أتم قراءتها في الأمس.
الكتابة هنا ورقية بشكل ما وعوالم الخيال أكثر حقيقية من العالم المُعاش، فالواقع المعتاد مهمَّش والمرجعيات الواقعية واهية، ولو حضرت فرؤية الكاتب المختلفة لها تحولها إلى ما لا علاقة له بما يألفه الآخرون، فالمرآة مثلاً مجرد زجاجة مصابة بألزهايمر، والقطارات خيول شريدة، وحدبة الظهر هي كل ما تبقى من الجبل.
لا شخصيات في "فن التخلي" بالمعنى المألوف، بل نجد أنفسنا – في الغالب - أمام تنويعة واحدة للشخص نفسه، الذي أتردد في وصفه بالبطل أو حتى الشخصية الفنية، وأجد أن التوصيف الملائم له هو "الذات المكتوب عنها". الأهم من الشخصيات طرافة  الفكرة وطزاجة الرؤية والعين المتأملة بلا تكلف والمفارقة الذكية.
نصوص المجموعة بالغة الإيجاز ومكتوبة برهافة تشعر معها أن مجرد التأويل سيفسدها، تُفضِّل كقارئ أن تتشربها وتتمثلها بداخلك لا أن تشرِّحها. تقرأها فلا تدلك على جنسية كاتبها، تخالها لكاتب لاتيني أو أسباني لوفرة المرجعيات اللاتينية فيها دون أن تفقدها أصالتها الفنية.
المجموعة مهداة للشاعر والكاتب الأوروجواني ماريو بينيدتي، وفي نص "هذيان" ثمة كاتب أتاح له هذيان الحمى أن يكتب قصة تدور أحداثها في "سانتو دومينغو" عاصمة الدومينيكان التي لم يسمع بها يوماً. "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدت شخصياته دومنيكانية أيضاً كما لو أن كاتبها جونو دياث وليس هو"!
وفي نص "حذاء رياضي للمشي"، ثمة نزهة يومية معتادة إلى ميدان إسبانيا، مروراً بشارع القديس ليوناردو ومقهى خيخون وضاحية البرادو حتى محطة أتوتشا للقطارات "حيث يقف عند شباك التذاكر متردداً، فالوقت قد حان ليغلق خرائط غوغل ويسارع للتوقيع في سجل الانصراف".

كأن المؤلف يقول لنا: من قال إن الفن يجب أن يشبه واقع كاتبه ويعكس خصوصية ثقافته الأم بالضرورة! ومن قال إن الفنان أو الكاتب عليه الالتزام بقواعد ثابتة! الفن حرية ومحاربة للقيود وتمرد على ما هو متوقع من الكاتب. كفى بالفن أن يكون معبراً عن خالقه؛ عن انشغالاته وهمومه ورؤيته الخاصة جداً للفن الجيد. ونصوص "فن التخلي"، بإيجازها وعمقها والفلسفة الكامنة خلفها، خير معبر عن موهبة كاتبها وعينه المختلفة القادرة على إغواء القارئ وسحبه للنظر بها وتبني رؤيتها.

زاوية "كتاب".. نقلاً عن جريدة أخبار الأدب.