"إلى تحوت
مخترِع الكتابة المجلل بالأسرار وملهم سلالة ممتدة من الفلاسفة والكُتّاب".
بهذا الإهداء إلى تحوت رب الكلمة المكتوبة في الحضارة المصرية القديمة تفتتح
الكاتبة المصرية منصورة عز الدين مجموعتها القصصية "مأوى الغياب" الصادرة حديثاً عن داريّ سرد وممدوح عدوان للنشر والتوزيع.
يضم الكتاب 16 قصة
من بينها: "من خشب وهلاوس"، "قلعة الشمس"، "جبل
الغيم"، "لا فريسة ولا صياد"، "واحة التيه" و"شجرة
تشبه لؤلؤة".
بالانتقال من قصة
إلى أخرى يلاحظ القارئ أن الإهداء وثيق الصلة بأجواء الكتاب، كما يدرك الوشائج
الرابطة بين النصوص، حيث تتكثف الصلات تدريجياً لتصل إلى ذروتها في آخر قصص
المجموعة المعنون بـ: "طلسم أخير".
وجاء في كلمة
الناشر أن: "مأوى الغياب مكانٌ
مشيّدٌ من الكلمات. كل من فيه ينتمي إلى عالم خيالاته، ويعيش في حالة من الهواجس
والشكوك. عالم مستسلم للغموض والطلاسم وعاشق لزئبقية اللاثبات واللايقين. في هذا المأوى لا
نعرف إن كان ما نقرؤه تهيؤات لربة الطلاسم أم أنها هي نفسها تهيؤات آخرين. لا نعرف
إن كان يجب أن نصدقها أم نؤمن بالكُتّاب المتألمين الذين يخلقون أنفسهم بقوة اللغة
ويخترعون العوالم والذوات بالكلمات.
في "مأوى الغياب" نقرأ عن حطام
الأحداث والبشر، وعن اختمار هلع المدن الهالكة، في قصصٍ تنتمي إلى الخيال
والغرائبية، بقدر ما تستمد مما يحدث في الواقع من خراب مادةً للكتابة."
أما الناقد الدكتور محمد الشحات فيرى أن
سردية "مأوى الغياب" تنهض "على تشييد رحلة متخيّلة، متتالية
الحلقات، تُسائل مفاهيم المكان والزمان والوجود البشري. وهي إذ تفعل ذلك، تبحث عن
جوهر التواصل الإنساني فيما وراء "اللغة" بمعناها المتداول".
الكتاب هو السابع
لعز الدين بعد أربع روايات: "متاهة مريم"، "وراء الفردوس"،
"جبل الزمرد" و"أخيلة الظل"، ومجموعتين قصصيتين: "ضوء
مهتز" و"نحو الجنون". وقد ترجمت هذه الروايات إلى لغات عديدة من
بينها: الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية، كما تُرجِمت القصص القصيرة
إلى أكثر من عشر لغات.
الجدير بالذكر أن
"مأوى الغياب" باكورة إصدارات دار سرد للنشر، وهي دار نشر جديدة تحت
مظلة دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، يديرها بشكل مباشر الكاتب السوري فايز علام،
وسوف يكون إصدارها التالي رواية جديدة للروائي السوري ممدوح عزام بعنوان:
"أرواح صخرات العسل"، كما ستصدر سرد للنشر قريباً طبعتين جديدتين من
روايتي "أرض الكلام" لعزام، و"الإصبع السادسة" لخيري الذهبي.
* نقلاً عن موقع قنطرة.
* الصورتان من جناح مكتبة تنمية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن تصوير الناشر خالد لطفي.