أرتاح في الكتابة
باللغة الثالثة
شعرت بأنّي أقطع صلتي
بالجميع أثناء كتابة "التماسيح"!
حوار: منصورة عز
الدين
كل مرة أقرأ فيها عملاً ليوسف رخا، ينتابني
إحساس أنه يكتب بنفسية من يخطط لعملية انتحارية، إذ لا يكف عن المخاطرة ووضع كل
شيء على المحك. اتفقت أم اختلفت مع رؤاه الفنية والفكرية والسياسية، ثمة اطمئنان
دوماً إلى أنك أمام شخص يمكنك النقاش معه والعثور على جملة مشتركة أو نقطة التقاء
حتى لو كنتما على طرفي نقيض. ما أقصده هو أنه صاحب عقل مشاكس معادٍ للخمول
والطمأنينة الزائفة، وأنه قادر على نقل هذه العدوى للآخرين، والأهم أنه غير مستعد
للمساومة على أفكاره بحثاً عن القبول والاعتراف. حين التقيت به لإجراء هذا الحوار
قبل أسبوعين من إعلان القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، لم أكن قابلته منذ
خمس سنوات. بادرته ضاحكة بأنه فجّر نفسه في جيل التسعينيات بكتابته لروايته
السابقة "التماسيح"، ضحك ولم يعلق على هذه الجملة سوى في نهاية حوارنا الذي
تركز في معظمه على آخر رواياته؛ "باولو" (دار التنوير 2016).
"باولو" رواية محيرة وتثير أسئلة إشكالية أقصد جمالياً وفنياً بالأساس،
أتذكر أنني حين بدأت قراءتها فور صدورها، انزعجت من لغتها ولم أتمكن سوى من قراءة
صفحات قليلة ركنتها بعدها منتقلة لقراءات أخرى. لم يكن سبب انزعاجي تمسكي بلغة
معيارية ما أرى أن على الكتاب عدم الخروج عنها، ولا معاداة لدمج الفصحى بالعامية
في السرد، بل إحساسي أن المستوى اللغوي الذي اختاره رخا لـ"باولو"
مُفكَّر به أكثر من اللازم ومتكلف بدرجة تعيق انسيابية القراءة، وأنه بالأساس نابع
من رغبة الكاتب في التجريب اللغوي وليس له ما يبرره فنياً. بالطبع، ليس من الصحيح
الثقة بهكذا انطباعات دون قراءة العمل كاملاً، لكن هذا ما حدث. ثم عدت للرواية قبل
شهور، وتجاوزت تحفظاتي على اللغة بعد صفحات قليلة، واندمجت في الأحداث وفي تعقب
شخصية باولو بتهويماتها وهلوساتها وأحلامها. لاحظت أن اللغة ليست واحدة، بل تتعدد
مستوياتها وتتنوع درجات الصنعة بها من جزء لآخر، كما تتماهى مع العهد القديم (سِفر
إرميا تحديداً) في مواضع بعينها، حتى تصل إلى لغة الشارع كاملة العامية في نهايتها.
رأيت هذه المستويات اللغوية أشبه بأقنعة يتخفى باولو وراءها، وضاعف من إحساسي هذا
أنه مع نهاية الرواية وانهيار باولو اختفى القناع اللغوي ليجد القارئ نفسه أمام
عامية الشارع بلا صنعة أو تكلف.
أي أن مستويات اللغة التي لجأ إليها صاحب
"الطغرى" في "باولو" لها ما يبررها فنياً داخل العمل، كما
أنها انعكاس للحالة العقلية والنفسية للبطل الفصامي العائش في ضلالاته الخاصة
والناظر لنفسه باعتباره النظير المعاصر للنبي إرميا.
في بداية حواري معه، نفى يوسف رخا أن يكون
هناك تكلف واصطناع في لغة "باولو"، حيث جاءته تلقائياً ولم يفكر فيها
كثيراً كما كان الحال مع "الطغرى"، وأنه حين تخيَّل شخصية
"باولو" كانت هذه اللغة جزءاً من الشخصية، إذ لم يتخيلها تكتب بمستوى
لغوي مغاير.
· لاحظت إصراراً ممن
كتبوا عن الرواية على ربط لغتها بلغة المدونات وهو ما لا أتفق معه.
-
يوجد استدعاء للمدونات في الرواية لكن ليس بالضرورة للغة المدونات،
استدعاء المدونات جاء بشكل أوسع.
·
الاستدعاء اللافت جاء على مستوى البناء.
-
وعلى مستوى اللغة بشكل ما.
·
لكن لغتك في باولو مُفكَّر بها كثيراً من وجهة نظري في حين أن لغة
المدونات على العكس من ذلك كما أنها تلقائية أكثر؟
-
عندي تصور معين عن اللغة العربية مفاده وجود لغة ثالثة تختلف عن
اللهجة كلهجة وعن الفصحى الحديثة التي عندما نفكر بها في تاريخنا نكتشف أنها شيء
مصنوع جداً وليس عضوياً. هناك لغة كانت مستخدمة قبل النهضة في الكتابة، وأعتقد أن
اللغة الثالثة هي ما ارتاح في استعماله بغض النظر عن فكرة السياق. هي الأكثر
تعبيراً عن علاقتي باللغة العربية. ما كنت أقوله عن المدونات، أنه لم يكن هناك
استدعاء مباشر للغتها ولا محاكاة لها، لكن فقط استدعاء لفكرة أن المدونات هي
الأخرى لغة ثالثة بشكل أو بآخر. ليست عامية تماماً وليست فصحى، لكن طبعاً كانت
هناك محاولة للوصول إلى شخصية مستقلة، وليس مجرد استدعاء عشوائي، بمعنى أن تكون
اللغة لغة أدبية ولغة كتابة.
·
لكن ربط لغة باولو بلغة المدونات ينطوي على تبسيط، كما أنه يدل على تجاهل أو عدم الانتباه
لتعدد مستويات اللغة بها.
-
الموضوع ليس بهذه البساطة طبعاً. اندهشت من عدم الانتباه لتعدد
مستويات اللغة. شيء غريب أن يكون هناك انتقاد للغة الرواية دون إشارة لهذه الجزئية
ودون الالتفات للمواضع التي تحاكي لغة العهد القديم وعلاقتها برؤية باولو لعلاقته
بالنبي إرميا. لكنني بشكل عام، لا أفهم حالات التشنج التي تحدث في ما يخص اللغة. لماذا
لا يكون هناك أكثر من لغة؟ لماذا علينا أن نكتب كلنا بنفس اللغة؟ لماذا يغضب البعض
من أن يكتب أحد بطريقة مختلفة أو بمستوى لغوي غير شائع؟ ممكن أفهم الاعتراض على
التكلف مثلاً، لكن أكثر من هذا أرى أن هناك تشنجاً رجعياً من وجهة نظري. ليس
رجعياً لأنه ضد العامية إنما رجعي في رؤيته أن اللغة العربية شيء واحد وأن علينا
جميعاً الالتزام بها وأن جمالية العمل الأدبي وأدبيته تكمن في هذا الالتزام.
أظن
أيضاً أننا كمجال أدبي معزولون انعزالاً نسبياً. هناك فذلكة، ليس بمعنى سلبي
بالضرورة، لكن هناك درجة من التركيب تدفع الناس للتركيز مع أشياء غريبة. عندما
يقرأ قارئ من خارج الدوائر الأدبية رواية مثل "باولو" لا ينتبه أصلاً إلى
أن هناك شيئاً مختلفاً أو غريباً في ما يخص اللغة، وهذا هو المطمئن بالنسبة لي.
لا أدعي
أنني أكتب بشكل عشوائي، لكن في "باولو" تحديداً لم يكن هناك مخطط للغة
بهذا المنطق. مع الممارسة ومع قطع شوط في كتابة الكتاب بدأ التصور يتضح وأصبح هناك
تعمد للمواصلة بأسلوب مشابه، لكنني فعلاً تخيلت "باولو" كشخص يكتب بهذه
اللغة. المسألة لم تكن أنّي أحاول تحقيق هدف بعينه أو الاتجاه بالكتابة نحو منطقة
بعينها مثلما يمكن القول عن "الطغرى" مثلاً.
·
ألا ترى أنه مهما تغيرت المستويات السردية في لغة ما تظل اللغة محاكاة
لمستوى ما تم تغييبه أو حاضر بقوة أو مستخدم كلغة شارع؟ هل اللغة محكومة بأنها
محاكاة طوال الوقت ودائماً ثمة مرجعية ما؟
-
في تصوري أن اللغة الأدبية محكومة بعلاقة ما بلغة الكلام ليس بإعادة
إنتاج مباشر للغة الكلام، لكن يجب أن يكون هناك علاقة ما بلغة الكلام وإلا مات
النص.
·
لكن طوال الوقت هناك تفرقة بين الكتابة والكلام كأن الكتابة قتل
للكلام. لغة الكلام حيوية صاخبة، والكتابة موت لها، إذ تتسم بالسكون والصمت كأن
الكتابة والكلام على طرفي نقيض.
-
يهيأ لي أن الكتابة عندما تكون فعالة يكون فيها روح الكلام وحيويته
سواء انتبه الكاتب لهذا أم لا. حيوية اللغة يمكن أن تنبع من أماكن كثيرة، ومن
الواضح أنها تأتي عندي من الصلة المباشرة بلغة الكلام. حتى عندما كتبت عن بيروت
كانت هناك صلة مباشرة بلهجة بيروت وكذلك عندما كتبت عن تونس، لكن مثلاً أحمد يماني
الذي أرى أن لغته حية جداً لا نجد أن حيويتها نابعة من صلة مباشرة بلغة الكلام.
أقصد أن أحمد علاقته قوية جداً بالشارع لكن هذا غير واضح في لغته.
·
في نهاية الرواية عندما ينهار "باولو" ويعترف فعلاً يتكلم
بعامية خالصة، هل مستويات اللغة السابقة كانت أقنعة يتخفى باولو خلفها؟ أو ما مبرر
هذا الانتقال؟
-
أقنعة اللغة هي الحدوتة، هي المادة التي يموِّه بها باولو ما يحكيه،
ومن أجل هذا يذهب إلى مناطق تختلف حسب الجزء الذي يحكيه. مثلاً مع الاستدعاءات من
سفر إرميا يكون متقمصاً حالة النبوة، وفي الأجزاء الخاصة بالشخصية الإفرقية
"متر" نجدها مرتبطة بحالة النبوة أيضاً، وهناك لغته حينما يكون تحت
تأثير الحشيش ويستمع إلى الموسيقى، لكن ما أقصده أن كل هذه الحالات هي لغة تعكس
حالة لها علاقة بالرواية.
·
سؤالي كان عن مدى ارتباط المستوى اللغوي الأخير بلحظة الاستسلام
والاعتراف الكامل والنهائي تحديداً.
-
بمعنى ما خلال النص كله باولو بيعترف لضابط أو متخيل أنه يعترف لضابط.
·
هذا التخيل هو مفتاح الرواية.
-
نعم، لكن في هذه اللحظة هو فعلا يعترف لضابط. فاهمة قصدي؟ هذا ليس
التأويل الوحيد طبعاً. في حدود تخيله بأنه يعترف بداخله جزء يعرف أنه لا يعترف
بالفعل، وبالتالي توجد هذه المستويات من اللغة، لكن هناك لحظة تنتهي فيها علاقته
بالواقع أو العكس.
·
تغير النظرة للثورة من "التماسيح"
لـ"باولو" هل راجع لتغير نظرتك أنت لها أو لأن كل نظرة من النظرتين تعبر
عن الشخصية الفنية التي تحكي لا أكثر؟
-
النظرة الموجودة في التماسيح أقرب لنظرتي الشخصية.
·
هذا ما أسأل عنه، هل الاختلاف ناتج عن اختلاف الشخصيتين؟ أم يقدم
مرحلتين من مراحل رؤيتك لها؟
-
الشخصيتان طبعا ومن أول لحظة، ممكن تكون نظرتي اختلفت أيضا مع الوقت،
لكن هذا ليس له علاقة بالتباين في النظرة من "التماسيح" إلى
"باولو". من البداية تخيلت أن أبطال التماسيح الثلاثة كل واحد منهم
سيحكي الثورة من وجهة نظره.
·
باولو يكتب رؤيته للثورة احتجاجاً على ما يراه من رؤية تبسيطية للنشطاء.
هو يدين كون هذه الرؤية نقطة صافية جداً وسط محيط مهتز، لكنه يقع في المأزق نفسه
بشكل معكوس. لو كان النشطاء والمتحمسون للثورة يرونها كحلم وردي فهو يراها ككابوس
بالغ القتامة. ما رأيك؟
-
أكثر ما ضايقني أن البعض قرأ الرواية كمقال رأي واعتبروا أن رؤية بالو
هي رؤيتي الخاصة. لو أحببت أن أكتب مقال رأي سوف أكتبه، وقد كتبت بالفعل مقالات
أكثر إشكالية من الرؤية المقدمة في "باولو". لن أكتب رواية للاختباء
خلفها. هناك مستويان في الرواية، المستوى الأول نوع من التحليل السياسي الذي قد
أكون موافقاً عليه على مستوى ما، والمستوى الثاني نظرة أسطورية في اتجاه ذاهب إلى
الفصام، لكن هناك أيضاً حالة يأس. ما قلته في حوار سابق أن شخصية باولو مجاز
للحالة التي وصفتيها، أي بالعكس أرى أن الرؤية الرومانتيكية المبالغ في نقائها
ومثاليتها هذه هي، في بعض الأحيان، باولو.
·
تقصد أنهما وجهان مختلفان لعملة واحدة؟
-
نعم، لو جسدتيها ستكون على هذا النحو.
·
باولو أيضا من المفترض أنه ضد الإسلاميين
والإخوان المسلمين، لكن ما يحكيه هو نفسه قائم على تصور ديني بشكل ما، سواء عبر
تناصه وتماهيه مع سِفر إرميا في العهد القديم أو عبر استدعائه لمعتقدات الماساي، فحتى
فعل القتل ربطتُه بالأضحية عندهم كأن ما يقوم به مِنحة وليس جريمة. كأن باولو
يحارب كل شيء بشيء من جنسه، يحارب الصورة الوردية بتقديم صورة كابوسية، وفي ما يخص
الدين يقدم منظومة دينية بديلة، فهل كنت واعياً بهذا أثناء الكتابة؟
-
طبعاً، لكن ليس بقصدية تامة. جزئية الأضحية مُفكّر
فيها، لكن فكرة أنه يحارب الإخوان بمنطقهم فيها كلام.
·
لكن منطقه، في العمق منه، منطق ديني.
-
أظن السبب يرجع إلى أن لحظة الثورة أو لحظة
التحول التاريخي أشبه بتحقق رسالة. باولو يرى نفسه كرسول لديه رسالة لكن في اتجاه
مختلف، وهذا ما فعله باختياره لإرميا وتماهيه معه.
·
يسلِّم مدينته؟
-
نعم يسلمها للعدو خوفاً من التنكيل بأهلها
أكثر. باولو يرى نفسه ويقدمها هكذا.
·
باولو يهلوس طول الوقت حتى بخصوص هوية المُخاطَب الذي يوجه له
اعترافاته. يبدأ بأنه يخاطب ضابط ثم يخاطب القط عتريس في مرحلة تالية، ثم
"متر". أحببت حالة التهويمات والهلاوس هذه إذ أضفت عمقاً على الشخصية
وضاعفت من مراوغات الرواية بحيث يوحي بأن الشخصيات أو معظمها وهمية، كأن
"متر" و"وديع" مثلاً تشظيات فصامية لباولو.
-
وارد أيضاً، ممكن تكون اللحظة الوحيدة التي تكون فيها الأشياء واضحة
100% هي اللحظة التي يبدأ فيها الكلام مع الضابط كأنه جالس معه في الحجرة نفسها،
ما يعني شيئاً من اثنين إما أنه يستسلم تماماً للجنون أو يعقل. وارد أن كل المدونة
ليست مدونة وأن كل هذا يجري في عقله فقط.
·
في البداية لا يتضح بشكل مباشر أن الشخصية مختلة، ومع الوقت يتم تسريب
هذا الإيحاء تدريجياً....
(يقاطعني ضاحكاً):
-
المسألة أكبر من مجرد خلل نفسي. الخلل النفسي يمكن أن نوصف أنا وأنتِ
به، لكن باولو متجاوز هذا التوصيف بمراحل. ما يثير الاستغراب أن من انتقدوا
الرواية قالوا يوسف واضح جداً بها والتشابهات بينه وبين باولو كبيرة. يوسف مَن
الموجود في الرواية؟! يوسف غير موجود بـ"باولو" على الإطلاق.
·
يوسف هوايته تعذيب القطط!
-
يوسف لديه مشكلة مع حزب الله والإخوان المسلمين مثلاً وباولو لديه
مشكلة مشابهة ولا يفرق بين الاثنين، فهل يعني هذا أن يوسف هو باولو؟! للأسف هناك
قصور في التلقي. والغريب أن هذا القصور موجود أكثر عند من يفترض أن يكونوا مثقفين.
أصبح عندي إدراك بوجود مشكلة ضخمة، وهذا من تأثيرات
الثورة عليّ، أقصد أنّي صرت أرى بوضوح أكبر، وبدأت أنظر لـ"النخبة" أو
الجماعة التي من المفترض أنّي كنت أنتمي إليها بوضوح أكبر.
·
ألم تخف أن تُصنّف "التماسيح"
ككتابة انتقام أو نميمة؟
-
لكنها ليست كذلك على الإطلاق.
·
لكنها تعطي انطباعاً بهذا فهناك تشابهات بين شخصيات العمل وشخصيات
حقيقية.
-
هذا مقصود طبعاً. مقصود الإيهام بتشابهات كجزء من لعبة الكتابة، لكن
فعلاً لا توجد قصة أو شخصية واحدة لها أصل محدد في الواقع. قد تكون كتابة انتقام
بمعنى ما، لكن أتمنى ألا يكون هذا بالمعنى التافه أو بما يقلل من قيمتها.
·
أظن أن ما يحمي
من هذا أن هناك انتقاماً من الذات أيضاً ومن التجربة الشخصية.
-
آه، الكلام عن المثقف المصري وليس عن شخص بعينه. لا توجد نميمة،
والشخصيات الست الرئيسية لا أحد فيها مستوحى من شخصية حقيقية. لكن أعجبني ما قلتيه
من أنني فجرت نفسي في جيل التسعينيات، لأنني شعرت بأن هذا ما حدث فعلاً، لكن ليس
في جيل التسعينيات فقط، بل في الوسط الأدبي المصري كله. وأنا أكتب
"التماسيح" أحسست أنني أقطع صلتي مع الجميع، أو أقول رؤيتي وليحدث ما
يحدث. كنت قد رأيت من الزيف ما يكفي. أنتِ شخصياً علاقتكِ بالوسط الأدبي محدودة.
بعد فترة يصاب المرء بالنفور ويكون مستعداً للتضحية باحتفاءات ومكاسب محتملة كي لا
يشارك في كل هذا الزيف. للأسف القابلية على الحكم المسبق هائلة، وكذلك القابلية
على نفي الخارجين على الرأي العام وإقصائهم خارج "القبيلة".