Sunday, November 22, 2015

نحو الجنون.. عن أقنعة اللحن الأساسي



محمود عبد الشكور


لا تلجأ منصورة عز الدين فى مجموعتها القصصية "نحو الجنون" (دار ميريت) الى استعارة عوالم غرائبية أو واقعية سحرية أو قوطية كنوع من التشويق المجانى، ولكنها تستخدم هذه الأشكال لتعميق رؤيتها لأبطالها من زوايا متعددة، فيتبادلون الأماكن والتجارب، وتنعكس صورهم فى مرايا الآخر. لاتوجد شخصية واحدة أحادية الجانب، ولم يعد ممكنا استخدام مجهر واحد بسيط لسبر أغوار الروح، لذلك تعمل هذه الأشكال كأقنعة للسارد، تستوعب رؤية مزدوجة، وكأنها مجهر متعدد العدسات . فى التصوف عندما تتسع الرؤية ، تضيق العبارة، وفى فن الكتابة: عندما تتسع الرؤية، تتنوع أقنعة السرد.
كان من الممكن أن نسمع صوتا أو لحنا واحدا، أو أن نشاهد صورة واحدة، أو أن يصبح الضباب والمطر مجرد إكسسوارات لمشاهد واقعية، ولكن طموح الكاتبة كان أكبر من ذلك، فاختلطت الأصوات، وتعددت الألحان، وتداخلت الصور، وأصبحت الأمطاروالأجواء الضبابية عناصر أساسية فى التمهيد لحرية الحركة فى الزمان والمكان. ساهم كل ذلك فى تحقيق أمرين هامين: تقديم التجربة بصورة ثرية أشبه ما تكون باللحن الذى تسانده خطوط لحنية إضافية، أتحدث هنا عن الثراء الفنى، أما الأمر الثانى فهو نقل اللحظة الإنسانية بكل أعماقها وتعقيداتها المركبة. ونتيجة لهذا الثراء الفنى والإنسانى، فإن القارىء يصبح شريكا فى التجربة، ولديه أيضا هامش معتبر فى التأويل، بل ربما يلعب النص نفسه دور المرآة بالنسبة للقارىء، فيرى فيه مخاوفه وهواجسه، لحظات أحلامه، وساعات جنونه. هناك حقا مفاتيح للتفسير، ولكن هناك بالمقابل أشياء متروكة عمدا للقراءة بين السطور.
نحن إذن أمام محاولة لاستخدام الخيال لإعادة تأمل الواقع، واقع الشخصيات، أو واقع "المدينة" التى تعنى فى قاموس منصورة الروائى والقصصى الوطن نفسه. فى قصة "مطر خفيف" مثلا، وفى المطار الفخم، الذى سيقود الساردة الى مدينة  فيسبادن، يختفى المرافقون، وتتغير ملامح المكان، و لاتستحضر الساردة إلا ارتباط فيسبادن ( المدينة الألمانية) بقصة قرأتها لخوليو كورتاثر عن "خاكوبو" الذى حاول شبح إمرأة إنجليزية يشبه خلد الماء، تحذيره من المصير المحتوم، وكان ذلك داخل أحد المطاعم الخاوية فى فيسبادن. هذا الإستدعاء لقصة تتحدث عن مدينة خطرة، تحاول فيها الأشباح تحذير سكانها من قتلة باردى الأعصاب، سيكون الجسر الذى سيعمق الفكرة، ذلك أن الساردة ستجتاز الزمان والمكان الى مدينتها الأم، لتشاهد صدام قوات الشرطة مع المتظاهرين. كأن منصورة قد استعارت حكاية خوليو كورتاثر، وأجواء مطار ضخم يقود الى فيسبادن، لتحكى عما يحدث فى مدينتها. هذا ما قصدته بالمجهر متعدد العدسات، وباللحن الأساسى الذى تصنع منه الألحان الموازية سيمفونية ثرية. لا تنافر بالمرة بين وقائع حكاية خاكوبو، وما يجرى فى المدينة الأم، وما يجرى داخل عقل فتاة تكتشف مطارا غريبا، سيأخذها الى مدينة أكثر غرابة. كلها تنويعات على لحن أساسى، وكلها أقنعة ملونة تستوعب وجوها مختلفة لرؤية أعمق، لايوجد خط واحد، وإنما خطوط وظلال وهوامش كثيرة. ليس سهلا ذلك على الإطلاق، لأنه يحتاج أولا الى الإمساك باللحن الأساسى، ثم اختيار تنويعات متوافقة، لا تطغى على اللحن الأساسى، ولكنها تعمل على إبرازه وتعميقه.
فى قصة "ليل قوطى" تحضر أيضا المدينة، مدينة الساردة، ولكن منصورة لا تبدأ أبدا باللحن الأساسى، وإنما تجعل الرؤية مزدوجة، إذ تحكى لنا عن مدينة عجيبة ذات طابع قوطى، مكان يسوده اللون الرمادى، يطلقون عليها مدينة الشمس الدائمة، لأنها لا تغيب عنها الشمس. عبر رسائل من صديقها القاطن هناك، نستحضر أجواء غريبة، يظهر فيها كائن عملاق أعمى، يحاول أن ينقل الليل ( الذى يعرفه) الى مدينة الشمس. الساردة تقرأ الرسائل بحياد، ثم باستغراب، ثم تقرر هى أيضا أن تكتب عن مدينتها. تتخيل أنها تقبع على جرف، وأن أهلها يقاومون الجاذبية، وكأنهم يمكن أن يسقطوا فى أية لحظة. يكتسب الحديث عن مدينة الساردة ثراء كبيرا لأنه يردّ بالخيال على خيال الصديق فى مدينة الشمس. يأخذ الواقع المأزوم والمهدد فى أى لحظة بالسقوط لون الأسطورة. نكتشف أن رسائل الصديق لم تكن إلا تحريضا للساردة لكى تتأمل مصير مدينتها هى.
وفى قصة "مارين" تتحول مارين التى ترافق الساردة الى مقر إقامتها فى المدينة الغريبة الى مرآة حقيقية تنعكس عليها مخاوف وقلق وإرهاق الساردة. لا تفعل منصورة أكثر من أن تجعل الساردة تتبع مارين، ولكن بينهما مسافة لا تضيق، تصبح الشوارع خرائط للتعبير عن الإكتشاف، واستدعاء روائح محددة لابد أنها قابعة فى حواس الساردة. مارين تجعلنا ندخل الى عقل الكاتبة، يفترض أنها تسير بها فى الخارج، ولكنها فى الواقع تسير بنا الى داخل الساردة. يكتسب المشهد ثراء إنسانيا وفنيا واضحا، يصبح الدليل مرآة، ويبدو الخارج عنوانا على الداخل. مرة أخرى، تزدوج الرؤية وتتعمق، بهذا التواصل بين الذات والآخر، فى شوارع مدينة غريبة.
فى قصة "ست شمعات" تستخدم منصورة نفس الحيلة، حيث لن تستعيد السادرة تاريخها كلها، إلا بزيارة لمنزل غامض، يوم كامل لا بد أن تقضيه صامتة فى حجرة بها شمعدان فضى عليه ست شمعات. امرأة غامضة كانت فى انتظارها ( تطورت هذه الشخصية الغامضة لتلعب دورا محوريا فى رواية "جبل الزمرد") . كان يمكن أن تستدعى الساردة ماضيها بأكمله، وهى تقود سيارتها مثلا، ولكن الأجواء التى تقدمها القصة تجعلها جزءا من طقس كامل. صمت كامل فى مقابل أصوات مسموعة، تجربة تترك بصماتها فى صورة آلام  تشعر بها السادرة. الآخر يقودنا من جديد لاكتشاف الذات، والشمعات الست تضىء الداخل لا الخارج، والمكان الذى يبعث على الخوف، هو وسيلة مواجهة الماضى.
وفى قصة "نحو الجنون" لا تؤلف منصورة بين اللحن الأساسى والألحان الموازية فحسب، بل إنها تفصل أيضا بين الاثنين. تستخدم هنا صوتين للسرد: ساكنة فى بناية تقول عن جارتها الى تسكن تحتها أنها مجنونة، وأنها تتصرف بشكل غريب، والجارة  تستغرب بدورها تصرفات الساكنة التى تعيش بمفردها. فى هذا القصة بالذات كشفت منصورة اقنعة اللعبة، وقالت عبر السرد المزدوج أنها ستتلاعب بالفكرة، فتجعل من الساردة التى تتهم الجارة بالجنون، شخصية مضطربة بعد أن حرمت من أطفالها بحكم محكمة. المجهر المتعدد العدسات جعلنا نرى المأساة من خلال عيون صاحبتها، جعلها تجمع بين السفور والحجاب، وتسقط مأساتها على جارتها، رأينا المأساة أيضا من خلال عيون الآخر.
وتعمق قصة " الصعود لأعلى" لحظة ضرب وإهانة لفتاة فى مظاهرة، فتصعد بها هذه المحنة الى عالم آخر، تلمس فيه بيدها حياة حقيقية: "بدأت تتخيلين نفسك تصعدين درجا وهميا بعد أن ظللت طوال عمرك تراوحين مكانك. ثلاث درجات لأعلى تتبعينها بثلاث درجات لأسفل. هكذا عشت حياتك السابقة. كان إغماض العينين لحظة احتضان الرصيف لك، هو سبيلك الوحيد لاستدعاء البهجة، لرؤية ما وراء الإهانة والألم والركلات: قوس قزح، لحظات الطفولة الهاربة، أزهار الخوخ، وأريج الياسمين. للياسمين مكانة خاصة فى ذاكرتك، أريجه مختلطا بالفانيليا ، وعبير زهر البرتقال. مزيج يعنى الحياة". الموت يستدعى الحياة، والأحداث لا تمر مرورا عابرا، ولكنها توقظ الذاكرة.
فى "ربيع داكن" و"ديجا فو" و" امرأة أخرى" و"حياة زجاجية" يلعب الآخر دور المرآة التى تقود السارد الى تغيير ما. فى القصة الأولى تستغرب المدينة أولئك الذين يرتدون اللون الأسود، ويتحفظ الناس على دعوات الإضراب، ولكنهم يجدون أنفسهم فى النهاية، وقد انتقل إليهم اللون الداكن، وفى "ديجا فو" تبدو شخصيات مثل العشيق السابق والعشيق الحالى والخادمة مجرد مرايا تكشف الأرستقراطية سميحة التى يطاردها الشك فيمن حولها، شعورها بتكرار ما يحدث لها، ترجمة لحياة لا تتغير تقريبا، حتى العشيق الجديد يستدعى العشيق القديم، وفى "امرأة أخرى" تراجع الساردة حياتها بأكملها أثناء رحلتها لزيارة صديقة قديمة مختلفة عنها جذريا، يتعثر اللقاء فى النهاية لأنهما فى طريقين متوازيين، وفى "حياة زجاجية" نخوض عالما غرائبيا وسط المطر والسيارة والكلاب والفيلا المهجورة والمرأة العجوز الحولاء والغامضة، ولكن الرحلة تنتهى الى مرآة تشاهد الساردة فيها صورتها:" تقدمتُ ببطء ودون أن أحتاط للأمر، واجهتنى صورتى فى مرآة صغيرة بجوار الفرش. كانت عيناى مركزتين على نظرة حولاء وجسد نحيل يتحديانى بشراسة قبل أن أغرق فى ظلام دامس" . هذا هو أخيرا اللحن الأساسى، بعد أن استغرقتنا الألحان الموازية.
فى قصة "جنيات النيل" يتبادل الحكى كلا من: زينات  المرأة التى تسكن على النيل، والتى تظهر لها أطياف جنيّات الماء، وصوت زوجها سائق عربة النقل الذى ينتهى مريضا ملازما الفراش. جنيات النيل هن ملاذ زينات للتحرر والإنطلاق من حياة فارغة، الزوج يتركها ليعمل، ثم تفقد ابنهما فى حادث للسيارة العملاقة. عندما تتعرى زينات وسط الجنيات، فإنها تحاول أن تعيش عالما آخر لا تجده. يتغير الزمن سريعا، تختفى الجنيات، ويقبع الزوج مريضا على فراشه، تزوره بين وقت وآخر سيدة تدعى إنعام. تترك لنا منصورة حرية تخيل العلاقة بين الزوج وإنعام. قد تكون عشيقة أو زوجة ثانية. ليست المشكلة فى هؤلاء. زينات هى اللحن الأساسى الحزين، الذى كتبت عليها الظروف أن تعيش بلا زوج، وبلا ابن، وبلا جنيّات تراهن، وتسمع أغنياتهن، وقت صلاة الجمعة.
مجموعة "نحو الجنون" لا تهرب بالخيال الساحر من الواقع، ولكنها تسخدمه لكى نعيد تأمل واقعنا العام، وواقع الشخصيات، ونفوسها المعقدة. وعندما تعمل منصورة عز الدين على الهواجس والمخاوف والإحباطات الصغيرة والكبيرة والعامة والخاصة، فإن أفضل وسيلة للإكتشاف هى استخدام أكثر من عدسة فى نفس الوقت، وإعادة بناء الزمان والمكان، بما يناسب تحرر الأفكار والمشاعر، وإقامة علاقات  جديدة بين الأشياء والأشخاص.
ولكن يبقى دوما حلم الساردة بمدينة تقاوم الموت، وتشم الياسمين، وتستقبل المطر، وليس زخات الرصاص، وحلمها بإنسان أكثر تصالحا مع نفسه، ومع الآخر، ومع الحياة.
عن موقع "الكتابة"...

Thursday, November 19, 2015

Déjà vu


Mansoura Ez-Eldin

Ilya U. Topper   (Traducción)


De repente, la escena se iluminó en la mente de Samiha mientras paraba su coche en aquel mercadillo de verduras.
Conducía a gran velocidad por la circunvalación que va de la parte nueva de El Cairo a los Parques de las Pirámides donde vivía, mientras tarareaba una canción de Najat Saghira. Se descuidó y se desvió por la salida de Saft Laban en lugar de hacerlo por la de Mariutía y se encontró de pronto en un barrio que le era completamente extraño. Tanto que el lugar no le parecía siquiera formar parte de la ciudad en la que había nacido.
Era un barrio popular; las calles eran estrechas y sin pavimentar. En medio había un mercadillo de verduras que hacía imposible atravesarlo con el coche sin arrollar las capas de tomates, berenjenas y cebollas esparcidas por aquí y allá. Un barrio que se parecía mucho a cómo Karim solía describir el lugar donde vivía.
Cierta ansiedad se apoderaba de ella y prefirió reducir la velocidad del coche. De repente sintió que ya había atravesado esta calle antes: la fuerza con la que recordaba haber estado aquí en el pasado hacía sentirle que no se hallaba en él ahora. Todo lo que sucedía a su alrededor parecía ser un mero recuerdo almacenado en su mente, un recuerdo que hubiera permanecido secuestrado durante años y de repente se liberase para imponerse al presente.
No era la primera vez que experimentaba la sensación de ‘déjà-vu’, sólo que ahora era más extraña. Otras veces simplemente sentía que ya había vivido ese instante antes y que estaba obligada a pronunciar determinadas palabras para hacerlas coincidir con las de su recuerdo. Luego se borraba todo de su memoria y el recuerdo se convertía en sólo una mancha de luz que se desvanecía en un vasto desierto de sombras.
Esta vez, sin embargo, sentía que el lugar que visitaba por primera vez le abría una puerta a una zona oscuro de su fuero interno, tal vez a una vida anterior. Se vio a sí misma luchando para salir de entre los destrozos de un terrible accidente, luego todo se desvanecía de nuevo y volvió a ser una mujer que bregaba por salir con su coche de este barrio estrecho y atascado.
Torció para tomar una calle paralela a la del mercadillo pero más amplia, luego se encontró en el borde del barrio Mariutía desde donde pudo salir hacia los Parques de los Pirámides. Empezó a calmarse.
Como si la escena brotara en su cabeza de la nada, emergió también el rostro de una mujer joven con ojos grandes y una mirada profunda, una frente ligeramente abultada, una mujer que se parecía totalmente a su criada Nora.
Las dos caminaban juntas por un lugar similar al mercadillo; Nora tosía fuerte y Samiha le daba palmadas en la espalda mientras intentaba animarla con una cháchara ininterrumpida.
La tos de Nora resonaba en sus oídos como si fuera un hecho real, fue como si la viera y su cuerpo temblara ligeramente al no poder parar de toser. Sólo que el lugar por donde se desplazaban seguía estando a oscuras; se asemejaba al mercado de verduras por el jaleo y el agolpamiento pero aparecía sumido en una densa niebla.
Intentó ignorar el asunto y concentrarse sólo en la carretera que tenía delante. Pero el cuerpo tembloroso de Nora y su cara, sus ojos grandes, seguían bailando ante Samiha hasta que llegó a su casa.
Sentía una angustia cuyo motivo no lograba entender. Entró en su dormitorio y se tumbó sobre la cama con los ojos fijos en el techo. Sin preámbulos le llegaron los sucesos como si los estuviera soñando: Nora sufriendo a su lado con una voz herida, sin que ella pudiera verla, apretada como estaba en el asiento del conductor e incapaz de distinguir nada a su alrededor, excepto esta voz quejumbrosa y mezclada con un ruido molesto, un zumbido que casi le partía la cabeza y un golpeteo continuo en las puertas del coche. De entre el ruido se distinguió la frase “Ha muerto” antes de que todo se desvaneciera.
Se hundió en el sueño. Cuando despertó, aún llevaba su ropa de salir. Sufría un fuerte dolor de cabeza y sentía esa gran opresión que sigue normalmente a una noche llena de pesadillas, aunque hoy no se acordaba de ninguna. Su mente estaba saturada de gotas opacas que generaban una tristeza incomprensible. La frase “Ha muerto” empezó a sonar en su cabeza sin parar.
Creyó ver que Nora se escondía durante instantes en una oscuridad espesa antes de volver a aparecerle. Una tos y un cuerpo temblando y dos ojos grandes... Dos mujeres que caminaban juntas por lo que parecía ser un antiguo mercado popular. Y nada más.
Cogió el teléfono de la cómoda y llamó a Karim.

Estaba segura de que él aún no se habría despertado. Por eso no se rindió cuando no respondió a la primera llamada. Volvió a intentarlo con una insistencia a la que él no podía sustraerse.
Su voz salió tensa a su pesar: ¡Ven de inmediato...! ¡búscame!
Colgó como de costumbre antes de escuchar su respuesta. Luego se le ocurrió que él tal vez aún estuviera dormido y no la hubiera reconocido. Pensó en llamarlo otra vez. No lo hizo por recordar una frase suya que había golpeado sus oídos durante uno de sus raros momentos de rabia: que él se aburría de este tipo de llamadas suyas y que sólo iba a verla por miedo a sus espirales de quejas y lloriqueos con los que lo ahogaría si la ignoraba. Ya no le preocuparía mucho que ella estuviera realmente en un aprieto.
Se lo imaginó levantándose despacio de la cama después de despertarse con la llamada. Imaginó otra joven durmiendo a su lado. Le molestó la idea y la reemplazó por otro escenario en el que le veía apartar con presteza la manta de su cuerpo y levantarse rápidamente, a tropezones, caerse de bruces sobre su antebrazo derecho, maldecir su mala suerte. Se acordaría de que no la había visto en diez días y reconocería que su suerte tampoco era tan mala: al fin y al cabo era ella la que le llamaba, en lugar de que él tuviera que visitarla por sorpresa o insistirle para que le diera cita.
Este segundo escenario le dejó una tristeza que no quería aliviarse. Se preguntó cómo podía ser que él no la había llamado en diez días.
A las diez en punto escuchó el timbre de la puerta. Prestó atención a la voz de Nora que lo saludó con entusiasmo y luego lo llevó adonde estaba sentada ella, en el salón que daba a las pirámides.
Samiha estaba absorta, triste; a veces se alzaba todo el pelo negro con las manos. Llevaba un vestido de algodón azul sin mangas; en la mesita tenía una botella de vino y unos platos llenos de picoteo. No solía beber tan temprano pero hoy no habría podido soportar su desánimo sin beber.
En cuanto apareció Karim, ella le escanció una copa de vino. Sin una sola palabra de saludo le señaló la silla enfrente de la suya para que se sentara. Durante un buen rato no le habló. Sólo miraba, abstraída, las cercanas pirámides o se dedicaba a observar las plantas del jardín: las buganvillas, el jazmín, los claveles. Se comía los frutos secos y de vez en cuando tomaba un trago de su copa. Él se entretenía picoteando los anacardos y las almendras y ella se acordaba de Mustafa, su anterior amante, el que le había presentado a Karim. Solía compararlos; había querido mucho a Mustafa y soportaba su mal humor pese a dudar siempre de su fidelidad.
Ahora le asaltaron las dudas: ¿tal vez Mustafa le presentara a Karim cuando empezó a aburrirse de ella? ¿Y si lo había hecho precisamente por estar convencido de que a ella le gustaría su amigo? Cuando ella desapareció, ¿fue la oportunidad que él buscaba para librarse de ella sin exponerse a sus reiteradas amenazas de suicidarse? De repente se arrepintió de estas amenazas y deseó borrarlas completamente de su vida, no sólo de su memoria. ¿Y si Karim le había contado a Mustafa que la relación entre los dos había empezado aún antes de que su amigo renunciara a la suya? No supo por qué ella había llamado a Karim al día siguiente de conocerlo. Ni cómo acabó el asunto con los dos juntos en la cama.
Finalmente se volvió hacia él y adoptó de nuevo su sonrisa mágica, como si hubiera apretado un botón que borrase la tristeza y la ansiedad e hiciera aparecer una sonrisa de empleado de relaciones públicas.
Le preguntó:
—¿Crees que yo sería capaz de matar? O al menos de inducir la muerte de alguien?
Él respondió sin pensárselo:
—Si tú pudieras matar, ya habrías matado a Mustafa.
Ella se molestó mucho con la simple mención del nombre de Mustafa. Entre los dos había un acuerdo tácito de evitar pronunciar este nombre... Como todas las normas de su relación, ésta ley también la había establecido ella sin decirlo de forma clara.
Solía referirse a su amante anterior como “él”. Decía que ella le debía mucho... Él le enseñó como disfrutar con las canciones de Umm Kulzum después de que toda su vida no había escuchado más que música extranjera. Y se explayaba sobre cómo él le había hecho aceptar los olores orientales que antes no soportaba. Era capaz de hablar durante horas de sus más nimias virtudes sin señalar que él se había apoderado de gran parte de su riqueza. Al igual que Karim era más de veinte años más joven que ella y se había criado en una familia pobre. Solía vigilarla en cualquier sitio que se encontrase como si fuera su sombra. Pero cuando iba con ella no parecía ser en absoluto su amante sino más bien un asistente personal o un secretario que era obsequioso con sus amigos y amigas. Era lo que hacía Karim ahora, aparentemente convertido en un doble o un heredero de él. Un heredero menos habilidoso y menos sexual.
Karim captaba su molestia y se arrepintió mucho de haber pronunciado el nombre de Mustafa. Pero ella —afortunadamente— volvió a ignorar sus palabras y continuó hablando:
—Karim, me siento como si yo hubiera inducido la muerte de Nora. ¿Puede ser que yo la haya perjudicado en una vida anterior y ella ahora vuelva para vengarse de mí?
Una expresión de sorpresa, que él consiguió suprimir en seguida, se le dibujó en la cara antes de responder burlón:
—¿Qué vida, señorita?
Ella le miró con desconfianza, como si pensara en meterlo junto con Nora en la categoría de los enemigos de vidas anteriores. Pero de repente borró la mirada suspicaz y empezó un monólogo largo sin relación con lo que había estado diciendo antes.
Hablaba del cambio climático, del carácter de la chusma que dominaba la sociedad, del aumento de la pobreza y del fundamentalismo. Hablaba como si expresara opiniones serias en un programa de televisión y de vez en cuando miraba rápidamente alrededor como si hubiera ahí espectadores inivisibles que le siguieran con interés.
Continuó su retahila sin darse cuenta de que Karim no prestaba atención y no oía ni una sílaba: él se entretenía observando sus labios carnosos, contemplando los detalles de su cuerpo que empezaba a tender hacia cierta corpulencia, la caída de sus ojos, ocultos bajo una espesa capa de maquillaje vivificador que combatía las marcas dejadas en su piel por los años inclementes. Ella lo observó de reojo y por su mirada se dió cuenta de que él la deseaba. Pensó que le habría gustado tener sexo con él ahora.
Incluso durante el sexo, ella nunca se quitaba esa sonrisa dibujada en sus labios con tanto esmero. Cerraba los ojos y hacía como si estuviera en otro mundo. Cuando acababan, empezaba su ansiedad: se encerraba en sí misma y a veces lloraba. O lo trataba con una dureza sin motivos, antes de pedir perdón llorando unas horas más tarde o al día siguiente.
Sus ojos captaron la disminución del deseo que expresaba su cara, su intento de volver a escucharla. Continuó, pues, su monólogo del que fingía creerse ella misma cada palabra.
Esta seguridad que mostraba en todas sus actitudes, sobre todo cuando mentía, era lo que más caracterizaba a Samiha. No era una actuación, o tal vez fuera este tipo de actuación en la que se funden el actor y el personaje, tanto que el personaje acaba borrando la existencia real del actor. Lo asombroso en este caso era que ella asumía a diario un nuevo personaje al que encarnar, sólo para abandonarlo al día siguiente por otro distinto. A veces pasaba de un papel a otro con una velocidad alarmante: en una sola sesión podía ser la mujer perfecta necesitada de pasión, luego la chica débil al borde de un ataque de nervios, despues la femme fatal de fuerte carácter y obsesionada con el poder. O cualquier otro personaje distinto: entre todos se movía sin abandonar nunca su porte aristocrático ni la sonrisa fina dibujada en sus labios y que le daba una ambigüedad aun mayor.
De repente apareció Nora. Pasó cerca de los dos, miró a Samiha y durante un instante se turbó. Luego abandonó el salón; Samiha le pidió a Karim que la disculpas un momento y le siguió rápidamente. Al volver, su sonrisa seductora refulgía aún en sus labios pero una profunda tristeza empezó a habitar su mirada.

Parecía absorta y se preguntó si su cuchicheo enfadado con Nora habría llegado a los oídos de él. Hasta este instante no le había vuelto a explicar la verdadera causa de su llamada telefónica de la mañana y su insistencia en hacerle venir de inmediato. Decidió discutir con él tranquilamente de todo eso pero luego volvió a vacilar.
Su voz se fue apagando y de vez en cuando miraba el lugar donde había estado Nora poco antes.
Nora regresó con pasos ruidosos. Llevaba en las manos un ramo de claveles, aparentemente cogidos en el jardín. Escudriñó a Karim con la mirada mientras caminaba hacia el florero en la mesita del otro extremo del salón. Sacó las rosas, plenamente florecidas, que había en el recipiente y colocó el ramo de claveles en su lugar. Luego se llevó las rosas y se fue tarareando la letra de una vaga canción. Mientras tanto, Samiha permanecía completamente muda y se sintió sacudida por un ligero temblor.
Nada más salir Nora de la habitación, Samiha se estremeció y se puso de pie. Karim también se levantó. Ella dijo con voz apagada:
—Aquí no conseguimos hablar. ¿Qué te parece que salgamos por ahí esta noche?
Él respondió en el mismo tono que ella:
—No me hace, estoy de bajón y sin un duro.
Ella se volvió activa; desapareció durante algunos minutos y volvió con una suma de dinero que le entregó con una sonrisa, luego lo condujo al exterior. Salieron al jardín y se quedaban entre los arbustos de buganvilla y los claveles; finalmente ella le pidió su dirección, al tiempo que le prometió una alegre sorpresa.
Cuando él se hubo alejado, ella comenzó a pasearse sola por el jardín. Se acercó a un rosal y extendió su mano hacia una rosa roja que aún no había florecido. Una espina aguda la alcanzó. Retrocedió un poco y las lágrimas le saltaron a los ojos. Se las enjugó rápidamente y regresó a la casa; durante unos instantes creyó ver que Nora la estaba vigilando desde detrás de la cortina de la ventana, pero cuando agudizó la mirada no distinguió a nadie.
Pasadas las cuatro de la tarde, Samiha le informó a Nora de que se iba a una recepción en casa de una amiga suya y que no volvería hasta tarde. Dejó su coche y cogió un taxi. Le pidió al conductor que la llevara a la dirección que le había dado Karim. El hombre miró su ropa sofisticada y su gusto aristocrático intentando adivinar por qué razón ella pudiera dirigirse a semejante lugar. Pero no dijo nada.
Se acordó de repente de que Nora había colocado las rosas en el florero y que había vuelto una hora después para reemplazarlas, sin motivo, por un ramo de claveles. Alejó su mente de este pensamiento e intentó conjurar la imagen de Karim. Le molestó haberle observado rozar a su joven criada con una mirada inequívoca. Ahora, el taxi estaba llegando al barrio Saft Laban por calles estrechas y polvorientas. Contempló el caos alrededor, las viejas casas casi pegadas unas a otras, y se le hizo presente qué distancia separaba a Karim de ella. La idea le angustió. No dudó de que la misma sensación la tenía que experimentar él cuando iba con los vecinos de ella al club de la Isla o a las fiestas de cóctel en casa de sus amigas.
El taxi se paró y el conductor señaló un edificio cercano. Samiha se bajó del coche y se encontró en un mercado similar a aquel por el que había errado el día anterior. Caminaba fingiendo calma, pero todo el mundo la observaba con asombro. Supo que su entrada en el apartamento de Karim atraería definitivamente las miradas, de forma que desistió de sus intenciones y se quedó en una esquina aislada para contemplar el lugar donde vivía él. Pensó que si hubiera venido Nora aquí y hubiera querido colarse en el apartamento de Karim, le habría sido más fácil. Nora no parecía ser igual de ajena a este sitio.
Regresó al coche que no había dejado de esperarla. Cuando llegó a su casa no llamó al timbre. Abrió la puerta con su propia llave porque Nora estaba acostumbrada a salir cuando ella le advertía de que iba a volver tarde. Entró y escuchó la voz de Karim desde el salón. Se dirigió hacia allí y le vio sentado junto a Nora, en una conversación sólo interrumpida por su llegada. Nora se fue rápidamente. Karim le aseguró a Samiha que había vuelto con intención de tranquilizarla, porque la había encontrada muy tensa por la mañana, pero que no la había encontrado en casa.
Ella se sentó y le oyó hablar largamente sin escuchar en realidad ninguna de sus palabras. Fingió prestarle atención mientras intentaba dibujar su sempiterna sonrisa. Esperó pacientemente hasta que Karim terminó su visita, luego fue hacia su escritorio. Cerró la puerta y sacó un album de fotografías. Empezó a contemplar sus fotos antiguas: una en la que era una niña con el uniforme escolar del Ramses College, otra en la que llevaba un traje de baño que dejaba al descubierto la mayor parte de su cuerpo, firme y modelado por sus ejercicios de yoga; ahí tenía veinte años. Una tercera en los sesenta con sus padres en un viaje a Inglaterra... Pasó rápidamente por las demás fotos y cuando llegó a las más recientes cerró el álbum de golpe. Abandonó la habitacion evitando mirarse en el espejo al lado de la puerta.
No preguntó a Nora por qué se había sentado con Karim, ni le reprochó que le hubiera dejado entrar en su ausencia. Sólo le pidió que se viniera rápidamente de viaje con ella al chalé que poseía en la costa norte. No se llevaba nada, excepto un bolso de mano que agarró de prisa, y arrastró a Nora tras de sí.
Conducía a gran velocidad por la carretera de El Cairo a Alejandría a través del desierto, mientras tarareaba, de nuevo, la letra de la cancion de Najat. Se sintió tan ligera como no se había sentido en años. Se había vuelto a convertir en una joven guapa que brillaba por su belleza y por su cuerpo firme. Levantó la voz y aumentó la velocidad del coche. El aire fresco le azotaba la cara y no prestó atención. Nora le preguntó por el motivo del viaje imprevisto y no le respondió. De repente no pudo dominar el volante; el coche dejó de obedecerle, luego ya no fue consciente de nada que ocurriera a su alrededor. Sólo le llegaba una voz herida y quejumbrosa, un zumbido que casi le partía la cabeza y un ruido que envolvía todo.


Tuesday, November 17, 2015

Marine


Mansoura Ez-Eldin

Ilya U. Topper   (Traducción)

Marine puso mala cara, se dio la vuelta y se fue. Casi la agarro por su largo abrigo gris, como un niño que se cuelga de las faldas de su madre. Marine se alejó de mí despacio y yo le seguía clavando la mirada. Yo acababa de llegar a esta ciudad occidental y se suponía que era ella la encargada de recibirme y conducirme al hotel reservado para mi estancia. Pero resulta que ella había escudriñado mi cara unos instantes antes de alejarse sin pronunciar palabra. Me hallaba en una estación de trenes impresionante, limpia y abarrotada; la gente a mi alrededor corría de un lado a otro y hablaba en un idioma que yo no entendía. No vi otra opción que caminar en la misma dirección en la que poco antes había ido Marine y fui arrastrando mi pequeña maleta por el suelo abrillantado de la estación. Empecé a seguirle con temor, observando cómo su cuerpo zigzagueaba errando entre la multitud y alejándose cada vez más. Casi me lanzo a correr mientras ella mantenía su paso lento, pero aun así, la distancia entre las dos no se reducía.
Atravesamos calles, plazas, parques, cementerios, siempre guardando la misma distancia. La multitud casi sustraía a mi mirada el fino cuerpo aniñado de Marine. Mi miedo y mi ansiedad permanecían, aunque hubiera olvidado el motivo. Me había convertido en un satélite de Marine y el cuidado de no dejarla escapar era ahora la meta a la que se reducía mi existencia.
Marine vacilaba un momento, luego se dirigió hacia la enorme puerta de madera de un edificio obsoleto en la acera derecha. Dejé mi maleta y corrí todo lo que pude para mantenerme cerca de ella. Empujó la puerta y entró tranquilamente en el abarrotado espacio, conmigo detrás. Me golpeó el espeso vaho del bar con olor a tabaco y alcohol. Atronaba una música lúgubre; hombres y mujeres borrachos se mezclaban entre las mesas, algunos de pie, otros sentados. Cantaban con voz discordante y marcaban el ritmo con la mano, reían y seguían cantando. El lugar estaba dividido en dos partes entre las que corría un largo pasillo; fue ahí donde caminaba Marine como si no oyera las canciones chirriantes ni la música opaca. Fui tras ella intentando sustraerme a las manos que se extendían de ambos lados en un intento de atraerme e integrarme entre quienes bebían y cantaban. Negaba con la cabeza cuando algunos levantaban sus copas como si quisieran brindar conmigo. Seguí a Marine y sentí que el pasillo se alargaba más de lo debido y que la iluminación era más débil conforme nos adentrábamos en el espacio.    
Yo caminaba trabajosamente como quien atraviesa montones de algodón blanco. Marine, en cambio, lejos de mí y sin prestarme atención, se movía ligera, pese a que andaba despacio, como si midiera sus pasos con una balanza sensible. Cada paso que daba era una repetición exacta del anterior, sin la más mínima desviación.
De repente, el pasillo largo y de luz tenue desembocó en una puerta por la que salimos de nuevo a la calle. Era una calle distinta de todas las calzadas y los caminos que habíamos atravesado antes. Como si nos hubiéramos desplazado a otra ciudad o a una copia más ajada de la primera. Una ligera niebla velaba todo alrededor. La multitud volvió a ocultarme a Marine; quise gritar su nombre pero mi voz no se despegó de mí. Su nombre empezó a repetirse en mi mente sin salir de mi garganta. Descubrí que no podía hablar y por primera vez desde que salimos del bar atestado de olor a tabaco y alcohol me fijé en que no había absolutamente ningún sonido: ningún eco de nuestros pasos, ningún gorjeo de pájaros, el aire no traía susurros. Un silencio inmutable dominaba el espacio en el que nos movíamos.
Luego un ligero perfume se filtró por el aire y empezó a espesarse poco a poco. Un perfume con notas de aroma de sándalo, flor de limón, azahar y jazmín, mezclado con otros olores que no supe definir. Pero me dejó una oscura sensación de opresión a la que contribuía el que la niebla se espesara hasta el punto de ocultar todo alrededor, excepto el fantasma de Marine que continuaba su sempiterno caminar. Se me ocurrió dejar de seguirle pero no tuve valor. Iba tras ella como una sonámbula. La niebla se disipó de repente aunque la mezcla de aromas persistía. Y de nuevo atravesamos calles y plazas, parques y cementerios, manteniendo siempre la misma distancia. Marine perseveraba en su ritmo propio y yo le seguía sin ver a nada más.
Con un gesto tranquilo, ella giró la cabeza hacia mí, aunque sin mirarme realmente. Luego retomó sus pasos juguetones sin preocuparse de mí. Sólo se había vuelto hacia mí durante contados segundos, pero eran suficientes para que yo viera en la cara de Marine la pálida angustia mía y en su cansancio mi fatiga y mi miedo.

Via: Mediterraneosur
2010

Monday, November 16, 2015

The Path to Madness


Mansoura Ez-Eldin


I watched my neighbour take her first steps down the path to madness: The same trudging pace at which she puts the rubbish bags out in the mornings; the same painstaking manner in which she cooked those delicious-smelling meals that tempted me each time I walked past her flat, directly blew mine.
When she moved into the building, I didn’t notice anything strange or unusual about this woman in her early thirties. She was an energetic housewife and single mother who went a little overboard with her three kids, the eldest of whom, she told me, was nine.
She smiled at me each time we passed each other on the staircase as I was on my way to or from work. Her voice was faint, and her diminutive frame went together with her little face.
Although she covered herself all over with a gown and headscarf, she was quite generous with compliments about my hairdo or my dress or even the smell of my perfume. ‘How lovely,’ she’d say, her gleaming eyes expressing an eagerness to communicate with others.
I was usually quite guarded when she spoke, and would then feel guilty about it afterwards. From the very beginning, I had been keen to keep a decorous distance between my neighbours and myself. With my life style, I can’t afford to waste time talking to people I have nothing in common with. To them, I’m a strange sort of woman, who treats her home as nothing more than a place to sleep, leaving at one in the afternoon and not coming back until around midnight.
It was not a familiar sight, a woman like me, over thirty and living on her own, no husband, no children, no family. But this lady seemed happy to disregard all the preconceptions my neighbours had about me. I saw in her eyes a kind of yearning to communicate with me.
I put that down to how different we were. To her, I was like the stranger you meet when traveling far from home, to whom you spill out your deepest secrets because you know you will not see them again.
Maybe I’ve read too much into the way she looked at me, but I was certain that this petite lady with the delicate features had something she wanted to tell me.
Something that confused me was her daily screaming, interspersed with loud sobbing, as she punished her children. How could the gentle, fragile lady that I bumped into from time to time on the staircase turn into this hysterical creature who would make my mornings hell with her constant yelling at her children, causing me to get up early even on my days off?
I can’t remember exactly when, but she started to come out on to the landing and call out to the doorman’s wife at the top of her voice, telling her to go and fetch some things from the shops, even though there was an intercom from which she could have placed her order without raising her voice or leaving her flat.
I pitied the doorman’s wife when I heard my neighbour hurling abuse at her and accusing the poor woman of ignoring her. I also felt for my neighbour’s kids (whom I never met) when she punished them for being naughty by locking them in their rooms, indifferent to their pleading and endless banging on the door.
I began to picture her mind as a patch of dry, cracked earth in desperate need of watering, and the water that found its way there was the water of madness, seeping through, spreading slowly until her mind became submerged.
I couldn’t get out of my head that image of the patched earth and the water flowing through. Whenever I bumped into the woman on the steps or heard her voice, now hoarse of the continuous shouting for no reason, I saw the cracks in her mind filling up with water.
One morning, I was surprised to her knocking on my door. She was disorientated and her eyes were red, as if she had been up all night crying. I opened the door and she walked straight into the living room, as if she knew the layout of my flat like the back of her hand. I was not quite awake, so I followed her in a slight daze, uttering the usual words of welcome. When I sat down opposite her I noticed that she was trembling and her eyes were darting to every corner of the room, nervously checking to see if we were alone. She carefully examined the ceiling and the walls, and then came and sat next to me on the sofa, whispering:
‘I hope you don’t mind. Can’t be too careful.’
I didn’t comment, just smiled encouragingly as she began to talk, begging me to believe her and not to suspect her of being mad like other people did. She said she couldn’t go on living like this, that her ex-husband was watching her every step, even in the bedroom, so much so that she felt forced to sleep with her gown and headscarf on. She asked me to come down to her flat to see the cameras that he had planted in various corners. I felt obliged to follow her. When we got to the door of her flat, she put a finger to her lips, indicating that I shouldn’t speak. She went in on tiptoe, with me behind her. Her place looked like a copy of mine in every respect: the furniture, the colours of the curtains, even the pictures on the walls. Her TV had a cover over it, just like mine. I didn’t know what to think; I was deeply unsettled and a fear began to grow inside me. I looked around me to see where her children might be, but there was no trace of them. I went into each room with her and she began pointing out what she thought were hidden cameras and listening devices. My thoughts were taking up with finding some trace of those three naughty children. She left me for a moment to use the toilet, so I slipped into her bedroom. I found a large tape-recorder and, next to it, a pile of tapes. Without thinking I took the one that was inside the machine, hid it inside my clothes, and headed for the door.
Back in my flat, I played the recording and heard the voices of the children, sometimes banging on the door and begging to be let out, other times playing noisily, interspersed with periods of silence. These were the same voices I had got used to hearing from my neighbour’s flat, but there was no sign of her own voice. It seemed that she had been playing the recordings and then adding her own voice on top.
So the three children I had never seen were nowhere to be found. Everything I knew about them was taken from the few words exchanged with my neighbour whenever we met on the landing, and from the delicious cooking smells as she prepared food for them, and also from the children’s clothes she would regularly hang up on the washing line.
I felt bad for her and decided to visit her the next day on some pretext, even though she would probably think I was some kind of spy acting on behalf of her ex-husband, seeing as she evidently suffered from paranoia, and especially as I had left so suddenly the last time.
In the morning, I found myself standing in front of the flat below mine. I knocked on the door lightly three times. It was opened by a woman of about fifty, wearing a cotton house shirt and beaming a warm, welcoming smile. I asked her about . . . I realized that I didn’t know my neighbour’s name. I ended up describing her and said she lives in this flat.
This older lady informed me that she had been living here with her daughter, a university student, for the past ten years, and that she didn’t know what I was talking about. She seemed to be running out of patience with me and her look changed to one of suspicion. Embarrassed, I apologized to her and left.

***
I kept my eye on the rather odd woman who lived in the flat above mine but didn’t say anything. I’d usually see her from time to time on the steps of the building, always in a rush about something or other. She’d go up and down the staircase in a right hurry, as if someone was chasing her.
She was thirty-something, slim, and had a small face. She had long black hair that hung down over her shoulders. She wore quite short dresses and these really high heels. I did my best to steer clear of her from the very beginning because she didn’t seem like she was all there. I’d often see her talking to herself as she went about. I’d just say good morning or good evening when we came across each other, and she’d reply without so much as looking at me, and then she would carry on rambling to herself about I don’t know what.
She could have been just like any of my other neighbours. Her being a little bit mad and all was her own business, so as long as she didn’t go bothering or hurting anyone. But I began to get really irritated by the constant racket coming out of her flat. I knew she lived alone, but there were all these noises of children crying and fighting with each other, and then the voice of a woman who sounded like she was their mother, always punishing and yelling at them.
When I complained to the doorman and asked him to tell her that she was disturbing her neighbours with all the loud noises coming from her flat both day and night, I got a right shock: he said that demented neighbour of mine had just been complaining of about the same noise, saying it was coming from my flat!
One day, I was about to go up and give her a piece of my mind, and how I couldn’t sleep with all that noise, when I heard a knocking on the door. It was her. She asked me if I had seen a skinny woman who wore a gown and headscarf, claiming that this woman lived in my flat.
I was speechless, her saying these terrible things. Now, I had seen a woman in a black gown and headscarf. In fact, she looked exactly like my neighbour, and I thought they might be twins or something. But the doorman had told me he had never seen the two of them together, not once. He thought they might be the same person.
I calmed myself down and told her that it’s just me and my daughter here, that we’d been living here for ten years now, and that I had no knowledge of the woman she was asking about. She seemed really surprised when she heard me say this, and she was about to ask me more questions, but I made as if I was about to close the door and put on a friendly smile. She got the message and went away.

***
I am not really sure who’s brought me to this awful place, but I have a feeling that delusional woman with the black gown and the little face must have something to do with it, or it could be that older lady that I found living in her flat instead of her.

I want to go back to my home and my work. I won’t bother anyone next time, not that I did anything wrong the first time. Why won’t anyone believe me when I tell them it that nutcase who lived in the flat below me all along? It does not prove anything that they found her gown and her children’s clothes in my wardrobe. They have to believe me. They can ring her ex-husband. He was given the custody of the kids. He’ll tell them that she’s the mad one not me.

Translated from Arabic by:  Haroon Shirwani

* The translation was first published in "Beirut 39: New Writing From the Arab World".

Thursday, November 12, 2015

Maryam’s Maze by Mansoura Ez Eldin (translated by Paul Starkey)



Mansoura Ez Eldin’s Maryam’s Maze is a deeply dream-like novel focusing on a woman who is increasingly between worlds in a limbo where dreams and forgetting as well as history collapses. Ez Edlin’s narrator cuts back and forth between Maryam’s fugue-like state in the story present as her boyfriend and the life she knows seems to fade away, and a very mythological seeming childhood at the Palace of El Tagi. Paul Starkey’s translation is extremely readable in precise prose, but without losing that fugue-like quality that the narrative must maintain.
Elements of the novel are deeply rooted in exploration in the relationships between women and their own bodies as well as the way those embodied selves interact with identity in time. The entire saga begins when Maryam’s ghost double stabs her in a dream, and then Maryam awakens in her family flat, her past life seemingly erased and the life of her family playing more and more a dominant role in the narrative. Maryam’s own identity seems to be increasingly subsumed by the relationships and histories of women in her past and the men around her. Furthermore, the line between life and death is crucial to the book as much of it seems to be a mediation on exactly how dreams are like being between life and death, history and self-mythology.   An understanding of Islamic beliefs around spirit doubles and the history of Egypt—as many of Maryam’s ancestors seem to represent different ways Egyptians and the many ethnicities within Egypt reacted in the translation out of the colonial period and into Egypt’s modernity as a nation are crucial. Nasr and other events in modern Egyptian history make appearances in various places into the background of Maryam’s life.
Female bodies, ghosts, the shadows of male figures that seem almost entirely exterior paint the book. Ez Eldin’s style is fragmented, bold, and highly lyrical in Starkey’s translation and I imagine even more powerful in the original Arabic. The cultural context enriches the interiority of Maryam, but it is not dependent on it. Ez Eldin seems keenly interested in humanity as whole as well as woman in general—Maryam’s particularities and the boldness of the women in Maryam’s life are fascinating specific but also easily can be imagined in other cultural contexts.

Ez Eldin’s work is deeply poetic even in translation, and moving in a way that both innovative but sincere in way innovative writing often seems not to be. It is my hope that her work is translated more widely into English and that she is read more in the English speaking world.
Via: symptomaticcommentary.wordpress.com

Monday, September 14, 2015

كتابي الأول: ضوء مهتز



منصورة عز الدين

في السنوات الأخيرة من التسعينيات، كانت حياتي فوضى شاملة. كنت أدرس الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وأتدرب على العمل الصحافي متنقلة من جريدة إلى أخرى: لا سكن دائماً لي، ولا عنوان محدداً، ولا حتى رقم هاتف يمكن الوصول إليّ من خلاله.
كنت مفتونة بالعيش وحدي في مكان لا جذور لي فيه، ولا روابط دائمة. أظهر فجأة وأختفي بلا مقدمات، وأتحرك في دائرة محدودة من المعارف والأصدقاء.

كانت الكتابة هي الثابت الوحيد في حياتي في تلك الفترة؛ أحبُ أن أراها كاختيار واعٍ تمحور حوله كل ما عداه، أما النشر فانفتحت أبوابه أمامي بالصدفة حين فازت قصة من قصص البدايات بجائزة على مستوى الجامعات المصرية.
قبل «ضوء مهتز»؛ كتابي الأول المنشور، كان هناك «كتاب» أول محذوف؛ مجموعة أولى من قصص نُشرت في مجلات وجرائد معروفة، ونالت مديحاً من كتاب عديدين على رأسهم محمد البساطي. هذا «الكتاب» الذي لم يرَ النور كان من المفترض أن يصدر برسومات داخلية مهداة من الفنان جودة خليفة؛ إلّا أنني غيرت رأييّ وآثرت عدم نشره، ولا يقلل من سعادتي بقرار عدم النشر سوى أن فرصة اقتران نصوصي برسوم «عم جودة» ضاعت لأنه رحل قبل صدور «ضوء مهتز».
كان هناك أيضاً ديوان شعر؛ قصائد نثر كتبتها بإيقاع لاهث، ومسرحية قصيرة فيها من القص والحكي أكثر مما فيها من المسرح، ونصوص عديدة غير منشورة، ضاعت كلها أثناء انتقالي من سكن لآخر، ومن غرفة ضيقة لأخرى أضيق خلال سنواتي الأولى في القاهرة، إذ في كل مرة، كنت أترك ورائي مسودات ونصوصاً مكتملة، ولا أكتشف ضياعها إلّا لاحقاً.
وأنا أكتب قصص «ضوء مهتز»، أردت من الكتابة أكثر مما بإمكانها منحه؛ رغبت في أن تقودني الأحاجي والألغاز المكتوبة إلى أجوبة على أسئلة لا أدرك كنهها تماماً، وأن تكون الأضواء المهتزة لعباً لاهياً مع الضوء والظل وتلاعباً بهما لا طريقاً للإنارة أو الإيضاح. أردت من الكتابة أن تروِّض مخاوفي وتخففها، فإذا بها – كدأبها في الخيانة والمراوغة – تضاعف الخوف وتنقّيه من كل ما يشوِّش عليه أو يخفف منه.
بالكلمات وحدها رغبت في ترويض أشباح مخيلتي والتآلف معها. في السينما يملك المخرج أكثر من وسيط لنقل التوتر والخوف لمشاهديه، معه الصورة السينمائية والموسيقى والإضاءة بتدرجاتها، وتعبيرات الممثلين. في حالة الكتابة، لا نملك سوى الكلمات ومخيلة القارئ إذا نجحنا في تحفيزها للتواطؤ مع ما نريده.
وقتها كنت مشغولة بأسئلة من قبيل: كيف يمكن كتابة الخوف؟ كيف يمكن القبض على حالات الفزع والهستيريا وتحويلها إلى فن؟ وتمثَّل التحدي أمامي في كيفية الوصول إلى لغة توحي ولا تبوح، لغة تكثِّف الضباب والغموض بمفردات بسيطة واضحة بعيدة من التورط العاطفي والمجاز المبالغ فيه.
في نصوص «ضوء مهتز»، كتبت عن رجل يحفر قبراً لفتاة صغيرة ترقد بجوار الحفرة فيما شعرها ملوث بالدم المتجلط وملابسها ممزقة، وعن امرأة تقتل أخرى وتشعر أنها لم تكن قريبة من إنسان كما كانت قريبة من ضحيتها لحظة قتلها إياها. في القصص كان ثمة زهرة جلاديولس دموية تتسع باضطراد على الذراع، وعيون محدقة في الفراغ يفزعها نعيق البوم وتطاردها جريمة قتل في كابوس متكرر، وصاحب مقهى خشن يبصق التبغ بعد مضغه وهو جالس في مقهاه المنعزل والخاوي على الطريق السريع، ومخمور نسي الطريق إلى بيته.
في القصص، كنتُ: القاتلة والقتيلة. الفتاة الصغيرة وحفار قبرها والراوي الذي يبزغ مشهدهما أمامه باستمرار. باصق التبغ العجوز والكاتبة الراغبة في كتابة قصة عنه وتفشل لجهلها بكلماته المبصوقة مع التبغ. الغريبة في البار مهتز الإضاءة ورجل «الكونتر» الذي يغرس السكين في ندبته وندبتها.
كنت كل شخصياتي المتخيلة وكانتْني.
كتبت قصص المجموعة كما لو أنها أول ما كتبته وآخر ما سأكتبه، بمزاج الهواة وشغفهم. لم أكن راضية عنها تمام الرضا بطبيعة الحال، وحين كنت أسمع مديحاً فيها كنت أقابله بتشكك وأعزوه إلى الرغبة في تشجيع «موهبة جديدة». ولو طُلِب مني إعادة نشرها اليوم، لحذفت بعضها ونقحت البعض الآخر. ومع هذا أراها تحمل بذور كل ما تلاها. في مقالته عن روايتي «متاهة مريم» مثلاً، رأى الدكتور صبري حافظ أن الرواية تخرج من إهاب قصة «ضوء مهتز». لم أتفق معه في تحديد تلك القصة بالذات، وإن كنت أعترف بالصلة الوثيقة بين روايتي الأولى وعوالم وأجواء مجموعتي القصصية الأولى. أيضاً العلاقة الملتبسة بين بطلتيّ روايتي الثانية «وراء الفردوس»، مستلهمة من قصة «زهرة جلاديولس حمراء» في مجموعة «ضوء مهتز».
قرار نشر تلك القصص في كتاب، أخذته تحت إلحاح ياسر عبد الحافظ، بعد أن قرأ القصة التي تحمل المجموعة عنوانها، حين نُشِرت لأول مرة في «أخبار الأدب»، وأعجبته. لا أتذكر كلماته بالضبط، لكنه ذكر شيئاً عن إعجابه بما سمّاه «المخيلة المخمورة» في قصصي، كنت وقتها أكتب بالتوازي مع هذه القصص روايتي الأولى «متاهة مريم»، وأواجه مشكلات فنية عديدة أثناء الكتابة، وخطر لي أن نشر القصص في كتاب ربما يمثِّل حلاً ما لتلك المشكلات. لم أعرف كيف! كان فقط حدساً أكثر منه قناعة مبنية على مبررات منطقية. ربما دفعني لنشر «ضوء مهتز» أيضاً تأكدي من أنني لو لم أفعل ذلك وقتذاك، سوف أمتنع عن نشرها لاحقاً، وستلحق بالمجموعة الأولى غير المنشورة في قاع دُرج سوف تُنسَى فيه حين أنتقل لسكن جديد.
قبل الدفع بالقصص إلى المطبعة بأيام، نظر الناشر والصديق محمد هاشم، إلى البروفات وطلب مني إضافة قصة أخرى، برر طلبه بأن عدد القصص قليل جداً وأن حجم الكتاب لن يكون مُرضياً.
كان طلباً غير متوقع، أو بالأحرى غير ممكن نظراً لمزاجيتي في الكتابة. أخبرته أنني سأحاول من دون وعد مؤكد، كنا يوم أحد على ما أتذكر وأراد مني القصة يوم الأربعاء.
المفاجأة، أنني ذهبت إليه، في «دار ميريت»، قبل الموعد بقصة «تآمر الظلال»، وأنها كانت أكثر قصص المجموعة لفتاً للاهتمام وأكثرها ترجمةً. كثير من قصص المجموعة تُرجِم لاحقاً للغات عدة.
بعد صدور المجموعة، في يناير 2001، فوجئت بأنها قوبلت بحفاوة وتشجيع لم أتوقعهما. لم تُكتب عنها مراجعات نقدية كثيرة؛ ربما خمس أو ست مقالات، لكنها كانت محتفية جداً ومادحة لاختلافها عن السائد وقتها في أعمال الكُتَّاب الجدد. عُقِدت حولها ندوتان، شارك في الأولى الناقدان إبراهيم فتحي وسيد البحراوي، وفي الندوة الثانية د. محمد بدوي و د. محمد الشحات و د. أمينة رشيد، ولا أزال أتذكر حتى الآن جملاً مما قيل خلال الندوتين. كما اختارها الناقد الراحل محمود أمين العالم وآخرون بين أفضل ما قرأوه خلال عام صدورها.
من بين كل ما كُتِب عن المجموعة، كان أكثر ما لفت نظري خبر جاء فيه أنها ترصد محطات من طفولة الراوية ومراهقتها مكتوبة بنبرة حميمة، ما يعني أن كاتبه إما قرأ مجموعة أخرى أو أن حفر القبور والقتل والكوابيس العنيفة من سمات الطفولة من وجهة نظره.

لكن بجانب هذا، تحدث البعض عن الراوية الفصامية في غير قصة، وتوقف آخرون أمام حالة الاهتزاز بين الحلم والواقع، أو كابوسية الأجواء، أو الولع بالسر والغموض. كنت أسمع وأقرأ هذا كما لو كانت الكلمات عن كاتبة أخرى ولا أعلق إلّا نادراً.

نُشِرت بجريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 12 سبتمبر 2015

Friday, August 28, 2015

On Gothic Night




In her review of "The Uncanny Reader.. Short stories from the shadows", Rebecca Nesvet wrote: 

"This reader's favorite discoveries are by the Postmodern Egyptian writer Mansoura Ez Eldin. A journalist and novelist, she contributes "Gothic Night", a tale that's almost a prose poem, told in the very Gothic convention of deliberate fragmentation, which completely belies its apparently self-explanatory title. It's also a fable with more than one interpretation. It rises to mythopoesis, and makes this reader want very much to read Ez Eldin's award-winning novels, not all of which have yet been translated into English."

You can read the complete review here.





Sunday, August 9, 2015

On Beyond Paradise




Ahmed Khalifa


Book Review: Beyond Paradise وراء الفردوس by Mansoura Ez Eldin:



After establishing herself as one of Egypt's finest writers with her previous novel, Maryam's Maze, Mansoura Ez Eldin decides to do something daring with her second novel. Shift gears and try something different and more difficult to pull off. Well, does she succeed? The novel, titled Beyond Paradise, at first seems to be her attempt at a grand Gothic novel a la some of the works of Joyce Carol Oates; a novel high on melodrama and with a large cast of eccentric characters. But to expect conventionalism from Ez Eldin wouldn't be smart, and after the stunningly gripping (and Gothic) opening, the novel shifts gears and becomes a sprawling psychological study of several characters as told through the eyes of an unreliable narrator: a young woman seemingly grieving for her just deceased father. 


Ez Eldin takes us on a compelling journey through the lives and psyches of the characters, and every now and then shows us their worst fears and nightmares with her assured style and penchant for nightmarish imagery. It's an intriguing piece of work, occasionally fascinating, and, above all, daring and stylish. And to me, the last sentence of the novel is sheer brilliance and manages to end the novel on an effectively chilling note.

Via: arabic-lit.blogspot

Friday, August 7, 2015

The Best of 2008




Ahmed Khalifa




As for the best book I read in 2008, the answer is simple...

Maryam's Maze (متاهة مريم) By Mansoura Ez El Din:

Mansoura Ez El Din's tribute to Gothic literature is nothing less than a marvel. With Egypt's bestseller lists cluttered with repetitive, passive aggressive fiction and non-fiction about Buildings, taxis and problems with the Middle East, here is a book that attempts to do something different and pulls it off in spades.

A harrowing and highly compelling psychological study of a woman's descent into madness, Maryam's Maze uses the Gothic archetypes and imagery as a launching pad and runs with them through a series of vignettes, images and characters that are for the most part unforgettable. Ez El Din's stylish prose, tireless imagination, and penchant for darkly surreal images, make it one of the most surprising and original books to come out of Egypt in a long time. A must read. (Also available in an English-translated edition).

Via: Arabic-lit.blogspot

23 December 2008